لو مفيش إله... مين اللي كسب في النهاية؟
لو مفيش إله… مين اللي كسب في النهاية؟
فيه ناس كتير أول ما تبدأ تتكلم عن الإيمان، أو عن الكتاب، يردّوا عليك بجملة جاهزة كده:
“طب أثبتلي إن في إله!"
"طب أثبتلي إن الكتاب ده من عنده!”
وكأن الموضوع معركة عقلية بين مؤمن وملحد، مش رحلة وعي وإنسان بيدور على الحقيقة.
بس تعالى كده نهدّى ونفكر بالعقل، من غير شعارات ولا موروثات.
نفترض مثلًا إن مافيش إله، وإن الكتاب ده مجرد كلام بشر…
هل ده معناه إن اللي بيمشي على قوانينه خسران؟ ولا العكس؟
🌍 أولًا: النظام اللي حوالينا مش جاي بالصدفة
بص حواليك كده، من حركة الكواكب لتكوين الجسم الإنساني، من المطر اللي بينزل بوقت، للشمس اللي بتطلع كل يوم بدقة،
كل حاجة ماشية بقانون.
حتى مشاعرك ماشية بقانون — لو زعلت، تضعف طاقتك. لو شكرت، تتفتح لك الأبواب.
لو ركزت على النقص، النقص يزيد.
ده نفس اللي بيقوله الكتاب:
“لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”
يعني نفس القوانين اللي علماء الطاقة ورفع الوعي بيكتشفوها النهارده،
موجودة جوه الكتاب من قرون طويلة.
فالسؤال الطبيعي هنا:
لو ده كتاب بشر، مين البشر دول اللي فهموا الكون كده من 1400 سنة؟
📜 ثانيًا: لو الكتاب ده من بشر، فين العباقرة دول؟
الكتب البشرية بتختفي بعد جيلين تلاتة،
لكن الكتاب ده ما زال متماسك بلغته الأصلية، بمعانيه، بقوانينه اللي بتشتغل في كل زمان ومكان.
مش بيتكلم عن طقوس، بيتكلم عن السنن،
مش عن شكل العبادة، لكن عن جوهرها.
فيه كتب كتير بتحاول تفسّر الحياة،
بس ولا كتاب واحد قدر يلمّ النفس البشرية والعلاقات والطبيعة والكون في منظومة واحدة كده.
وده مش منطق بشر.
يعني حتى لو افترضنا جدلاً إنه مش من عند إله…
يبقى لازم نسأل: فين مصدر النور اللي ألهم اللي كتب ده؟
🧠 ثالثًا: اللي بيتبع الموروث… بيتبع مين بالضبط؟
تعالى نبص للناس اللي بتقولك:
“إحنا بنمشي على كلام العلماء والأئمة”
حلو… بس العلماء نفسهم جُم بعد الكتاب،
يعني المفروض يكون الكتاب هو الأصل، وهم المفسّرين.
بس اللي حصل إن الناس خدت التفسير على إنه الأصل، والكتاب بقى مرجع ثانوي.
وده اللي عمل الانقسام، والتشدد، والتعقيد اللي خنق الناس عن التفكير.
ربنا قالها صريحة:
“اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء”
يعني بمنتهى البساطة:
ما تخليش حد يقف بينك وبين الكتاب.
اقراه بنفسك. تدبر. حسّه بقلبك.
لأن في الآخر، محدش هيتحاسب عنك.
⚖️ رابعًا: طب افترضنا إن في إله فعلاً… مين اللي كسب؟
يوم الحساب، لو طلع في إله فعلاً،
اللي اتبع الموروث هيقف متلبّس.
ربنا هيسأله:
“أنا قلتلك تعمل كده؟ أنا فرضت خمس صلوات بالشكل ده؟ قلتلك تتبع فلان؟”
وهو مش هيعرف يجاوب، غير الجملة التاريخية اللي ربنا نقلها:
“إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون”
يعني “لقينا الناس بتعمل كده فعملنا زيهم”.
ساعتها هيبقى شكله فعلاً… كلوت 😅
أما اللي قرأ وتدبّر، حتى لو غلط في فهم حاجة،
فربنا وعد:
“الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”
يعني مجرد إنك حاولت توصل، ربنا هيهديك.
☯️ خامسًا: طب لو مفيش إله أصلًا؟
تعالى نفترض إن ما فيش حساب ولا آخرة،
هل اللي تمسّك بالكتاب خسر؟ بالعكس.
هو عاش حياة فيها نظام، قيم، توازن، شكر، رضا، طهارة قلب.
مفيش كره، مفيش حسد، مفيش ندم.
طبق قوانين الكتاب كـ قوانين وعي مش كـ طقوس دينية.
يعني حتى في حالة “عدم وجود إله”،
هو كسب سلامه النفسي، وجوده الواعي، وعاش تجربة حياة كاملة.
🌅 سادسًا: في كل الأحوال… اللي تدبر هو الكسبان
سواء في إله أو مفيش،
اللي قرأ وتفكّر واشتغل على وعيه هو الكسبان.
لأنه اختار يعيش بعقل حيّ وقلب صاحي،
مش يمشي ورا الناس زي القطيع.
الكتاب قالها:
“قد تبين الرشد من الغي”
يعني طريق الصح واضح للي عايز يشوفه.
💎 الخلاصة
- اللي معاه الكتاب معاه النور.
- اللي معاه الموروث معاه ظل النور.
- واللي بينكر الكل، معاه ظلام نفسه.
وفي كل السيناريوهات،
اللي فاز هو اللي فكر.
اللي سأل. اللي دَوَّر.
اللي ما خافش يراجع كل حاجة، حتى اللي اتربّى عليها.
لأن الإيمان الحقيقي مش في التلقين…
الإيمان الحقيقي في التدبر.
🔗 اقرأ كمان: أثبت إن فيه إله – الجزء الثاني
🔗 اقرأ كمان: أثبت إن فيه إله – الجزء الثالث